إن قيم الكرم والرحمة والعمل الخيري والتعاطف متجذرة بعمق في مجتمع المملكة العربية السعودية. لذا يعد القطاع غير الربحي عاملًا مهمًّا للتأثير الإيجابي على الفرد والمجتمع بالسعودية، ولا يقل دوره عن القطاعين الحكومي والخاص، فهو يعزز النمو المستدام على كافة الأصعدة.
من أهداف رؤية السعودية 2030 رفع نسبة مساهمة القطاع غير الربحي بنسبة 5% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2030، ضمن 10 مجالات عمل، تستهدف دعم وتيسير الأعمال الخيرية والتطوعية، وتعزيز مساهمة المواطنين في تقديم العون والدعم لكافة أفراد المجتمع، مما ساهم في رفع أعداد المتطوعين بمقدار 20 ضعفًا بين عامي 2015 و2022.
القطاع غير الربحي قطاع حيوي ومهم في تنمية وتكاتف أي المجتمع، لذا وضعت رؤية السعودية 2030 ثلاثة أهداف استراتيجية تتشارك في تحقيقها مختلف الجهات، وهي: دعم نمو القطاع غير الربحي، تمكين المنظمات غير الربحية من تحقيق أثر أعمق وتشجيع العمل التطوعي.
تنبع أهمية المنظمات غير الربحية من أنها لا تشجع العمل الإنساني فقط، بل تساهم في مجالات واسعة ومتنوعة منها الاجتماعي والبيئي والصحي وغيره، مما يعزز التضامن والتكاتف بين جميع أفراد المجتمع.
دعمت رؤية السعودية 2030 منذ نشأتها تنسيق جهود الجهات الحكومية المعنية بالقطاع غير الربحي لتسهيل الترخيص للمنظمات، وتنظيم البنية التحتية لها، وتوسيع مجالات أعمالها، ما أحدث نقلة في أسلوب عمل القطاع غير الربحي في المملكة ليستم بالكفاءة والشفافية والاستدامة.
وفي ظل عملية التحول المتسارع التي تشهدها المملكة، ولتوسيع عمل القطاع وتسهيل أعماله، بات بالإمكان إنشاء منظمة غير ربحية إلكترونيًا من خلال منصة الخدمات الرقمية للمركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي. شهد عدد المؤسسات الخيرية زيادة كبيرة، إذ ارتفعت أعدادها لتصل إلى 3637 منظمة، بنسبة نمو 165 % منذ انطلاق رؤية المملكة 2030.
يوفر القطاع غير الربحي 30 مجالًا تطوعيًا متنوعًا يشارك فيه المزيد من السعوديين في عملية البذل والعطاء إسهاما في تلبيه حاجات المجتمع وتنميته بشكل مستمر.
تعمل رؤية السعودية 2030 على ترسيخ بيئة تمكن الناس من استخدام معارفهم ومواهبهم ووقتهم لمساعدة المجتمع على الازدهار من خلال ترك أثر إيجابي دائم في مختلف المجالات مثل المجالات التقنية والصحية والبيئية والتربوية وغيرها. كل ذلك ضمن إطار عمل يعود بالفائدة على كل من المتطوعين والمستفيدين.
وبفضل تضافر الجهود وتيسير عملية التطوع بطرق ومؤسسية، وصلت السعودية في 2022 لأكثر من 527000 متطوع ومتطوعة، كما حققت القيمة الاقتصادية للتطوع 52.58 ريالا سعوديا في عام 2021، متجاوزة بذلك القيمة المستهدفة بنسبة 309%.